المذيع: نعود إلى موضوعنا يا دكتور: كنا نتحدث عن الرعب.
الشيخ: الحقيقة أخي الدكتور محمود أشار إلى نقطة مهمة، مستويات الأمن التي ذكرها، أريد أن أضيف شيئاً لإيضاح الصورة:
الأمن الشخصي في أي دولة في العالم هدف، والأمن القومي هدف آخر، وهما متكاملان، لكن إسرائيل لها حالة شاذة، خذ مثالاً على ذلك:
في بريطانيا عندما يتحرك جيش تحرير إيرلندا في أعمال تخريبية في لندن، ترتبط هذه القضية بالأمن الشخصي للبريطانيين بالدرجة الأولى، أي: ليس هناك تخوف على وجود بريطانيا ككل من هذا الجيش، إنما التخوف هو على مجموعة مارين يصابون أو أهداف مدنية تدمر أو شيء من هذا، وليس كذلك إسرائيل. فالأمن الشخصي مرتبط ارتباطاً وثيقاً جداً بالأمن القومي، أو بالعكس: الأمن القومي مرتبط ارتباطاً مباشراً بالأمن الشخصي.
بمعنى: أن هذا الفرد تعبنا عليه حتى يأتي، والدعاية كلها من أجله، والمستوطنات تبنى من أجله، كل شيء من أجله، فلو خاف أو هرب أو ارتد فمعنى ذلك أن الكيان كله تفكك، ما هو الكيان؟ لا وجود لشيء اسمه إسرائيل وإنما هم مجموعة هؤلاء الشذاذ جاءوا من كل أفق فتجمعوا وتشكلت ما يسمى دولة إسرائيل، فإذا هؤلاء الشذاذ كل منهم شعر بالرعب أو ارتد، فهذه نهاية الكيان.
فالأمن القومي إذاً سقط وليس الأمن الشخصي.